حكومة برودي تستقيل وإيطاليا مأزومة

حكومة برودي تستقيل وإيطاليا مأزومة


قدم رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي ليلة الخميس/ الجمعة استقالة حكومة يسار الوسط التي يقودها منذ أقل من سنتين، والتي انهارت اثر تصويت في مجلس الشيوخ على سحب الثقة منها.

وقد بدأ الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو على الفور مشاورات مع الزعماء السياسيين في البلاد لكي يقرر ما إذا كان يتعين أن يدعو إلى انتخابات مبكرة أم يسعى لتشكيل حكومة انتقالية.

وكان نابوليتانو قد أعلن في السابق أنه لا يرغب في إجراء انتخابات عامة جديدة قبل أن يسن البرلمان الحالي تشريعاً جديداً بشأن النظام الانتخابي الذي يعتبره معظم الإيطاليين المسؤول عن عدم الاستقرار السياسي المزمن والشهير في إيطاليا.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، عرفت إيطاليا 61 حكومة.

ولكن نابوليتانو قد يضطر للدعوة إلى انتخابات مبكرة إذا وجد أنه لا يتوفر إجماع بين الزعماء السياسيين على تشكيل حكومة انتقالية تتولى إصلاح النظام الانتخابي.

وأعلن القصر الرئاسي أن نابوليتانو سيواصل مشاوراته حتى الثلاثاء المقبل، في حين يبقى برودي على رأس حكومة تصريف أعمال.

وكان برودي قد استقال اثر تصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 161 صوتاً ضد 156 على حجب الثقة في حكومته، التي لم يمض عليها أكثر من 20 شهراً.

وجاءت استقالته في نهاية جلسة برلمانية طويلة وعاصفة تعرض خلالها أحد أعضاء مجلس الشيوخ للبصق، مما جعله يصاب بالإغماء وقد نقل على محفة لعلاجه وتمكن من العودة والمشاركة في التصويت.

وحكومة برودي التي تشكلت في ابريل/نيسان 2006 كانت مزعزعة منذ البداية بسبب الصراعات بين أطرافها الائتلافية التي تتراوح بين الوسطيين الموالين للفاتيكان والخضر والشيوعيين. وجاء انهيارها بعد انسحاب الحزب المسيحي الديمقراطي منها مما افقدها الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وعقب التصويت بحجب الثقة تعالى تهليل وهتافات الأعضاء الموالين لرئيس الوزراء اليميني السابق سيلفيو برلسكوني، الذي يتوق للعودة إلى السلطة انتقاماً لهزيمته أمام برودي في انتخابات 2006.

وعقب سقوط حكومة برودي، دعا برلسكوني إلى الإسراع في تنظيم انتخابات مبكرة. (أ.ب)